منتديات النور الاسلامي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات النور الاسلامي



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عين عذاري... اسطورة بحرينية تعود إلى ماقبل 800 سنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 134
تاريخ التسجيل : 21/06/2008

عين عذاري... اسطورة بحرينية تعود إلى ماقبل 800 سنة Empty
مُساهمةموضوع: عين عذاري... اسطورة بحرينية تعود إلى ماقبل 800 سنة   عين عذاري... اسطورة بحرينية تعود إلى ماقبل 800 سنة Emptyالخميس يوليو 24, 2008 12:27 pm

عين عذاري... اسطورة بحرينية تعود إلى ماقبل 800 سنة

عين عذاري من العيون الطبيعية المشهورة, ليس على مستوى البحرين فحسب, بل في كل دول الخليج والوطن العربي, فهي عين بحرينية امتازت منذ القِدم عن سائر عيون البحرين لكونها تمتلك خاصية فريدة من نوعها، وهذه الخاصية تتجسد في كونها تسقي بمائها العذب المناطق البعيدة بينما تتلظى المناطق القريبة عطشاً وجفافاً حتى ضُرب المثل الشهير والذي مازال يردد على ألسن الناس وهو «عين عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب».

وعين عذاري من أكثر المواقع البحرينية التي حظيت باهتمام تراثي وثقافي وأدبي كبير في البحرين ومنطقة الخليج، وقد تحدث عنها الرحالة عبر التاريخ وذكرها المؤرخون على أنها أشهر العيون في البحرين من حيث قوة اندفاع الماء من ينبوعها القوي حيث كانت المياه تصل إلى القرى البعيدة عن قرية عذاري موطن العين ذاتها.

ويزخر التراث البحريني بالكثير من الحكاوي والقصص والروايات التي لم يعرف لها مصدر، لهذا كانت عين عذاري فعلاً أسطورة ذكرها الكثير من الرحالة من قبل 800 سنة، وذُكرت في منقوشات تاريخية عدة عثر عليها تروي لنا حكاية العين الأسطورة ذات الصيت الواسع.

ومن الأساطير التي يعرفها جميع أهل البحرين تلك القصة التي تحكي فتاة جميلة خرجت لتعبر تلك المنطقة التي تقع في وسط جزيرة البحرين، وبينما هي في طريقها خرج لها فارس ملثم أراد الاعتداء عليها، فطلبت منه أن يتركها في حالها، ولكن الفارس أصر على الاعتداء عليها فرفعت كفها إلى السماء تستنجد برب العالمين، ومن خوفها ضربت برجلها الأرض بقوة فأحدثت فتحة في الأرض سقطت فيها، وخرج من خلال هذه الفتحة ماء عذب، فعرف الناس هذه القصة من هذا الفارس الذي اختل عقله مما رآه فقام يروي القصة في كل مكان, ومنذ ذلك الحين سميت العين (عين عذاري).

ومما قيل عن عذاري, من أن هذه العين تعتبر واحدة من أكبر وأعمق ينابيع المياه الحلوة في البحرين وتقع على بعد ميلين من مدينة المنامة، وتعتبر معلماً سياحياً من معالم البحرين يقصدها جميع زوار البلاد، ويحرص المواطنون على أخذ ضيوفهم القادمين من الخارج إلى هناك للتفرج ومشاهدة جمالها.

في العام 1926 كانت هذه العين مكاناً مليئاً بالأوساخ والفوضى بسبب إهمال تنسيقها وانتشار جداول المياه (السيبان) الموحلة من حولها حيث يجلب الفلاحون حميرهم لغسلها, وتفقد العين الكثير من الماء الذي يتسرب عبر جوانبها، وفي ذلك العام تم إصلاح بركة العين للحصول على إمداد أفضل من المياه بهدف ري البساتين، فتم بناء درجات (عتبات) من الأسمنت ورصيف واسع على حافة مستوى الماء لوقوف السباحين عليه، كما تمت إعادة بناء المسجد الآيل للسقوط المطل على العين.

وتم كذلك أنشاء سرادق صغير مع سلم موصل إلى أعلاه لكي يتمكن هواة السباحة من القفز فوق اللوح الخشبي الطويل المرتفع جداً عن العين بالإضافة إلى فتح مقهى له سطح مفتوح بالقرب منها، وزراعة أشجار الأزهار والشجيرات وإقامة حديقة على جانب من جوانبها ملأتها بنباتات الدفلى العطرية والبوغينفيلة الحمراء والقرمزية الألوان.

ويوجد خلف الحديقة عبر مجرى المياه بستان ضخم رائع به غابة من النخيل وتشاهد فيه جذوع النخلات العالية الرمادية اللون تقف شامخة كالأعمدة فوق أعماق أكوام الأشجار الأخرى، وعندما تشرق الشمس يتلون ماء العين بالزرقة اللامعة ويصبح صافياً كالزجاج الشفاف، هذا الماء يندفع من الينبوع بقوة كبيرة لدرجة أن السباح لا يمكنه الوصول إليه.

وتوجد داخل عين عذاري أسماك كبيرة الحجم تشبه سمك الشبوط النهري تسبح ببطء في أرجائها، ولا أحد يضايق هذه الأسماك أو يحاول اصطيادها لأن البحرينيين لا يأكلون السمك الذي يعيش في الماء الحلو ويفضلون أكل أسماك البحر التي يختارون من أنواعها الكثيرة ما يشاءون.

ومما روي في التاريخ عن عذاري أن بعثة علمية دنماركية زارت البحرين لبحث إمكانية تعليب السمك، ووجدت أن هناك ما بين 300 و400 نوع مختلف من الأسماك بمياه الخليج، وإلى الجهة الجنوبية من موقع العين تمتد مساحة واسعة من الأرض الطينية المنخفضة المليئة بالمستنقعات التي لا يغطيها ماء البحر القادم خلال رافد صغير إلاّ في حالات المد القوي جداً.

ومن المعروف أن عين عذاري مثلت المعنى الاجتماعي والحضاري والبيئي في البحرين فلم تكن نبع ماء عادياً بل كانت مصدراً مهماً لتزويد مناطق البحرين البعيدة بالمياه العذبة، وكانت بيئة طبيعية مكسوة بجمال النخيل والأشجار الكثيفة والمختلفة الأنواع وشكلت مأوى لأنواع مختلفة من الطيور المقيمة والمهاجرة التي استوطنتها وكثرت في مجاريها المائية أنواع البرمائيات التي من أهمها الضفادع والسلاحف المعروفة بـ «السلاحف القزوينية» وعرفها أهل البحرين بـ «الغيلمة البحرينية».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islamcnoor.hooxs.com
 
عين عذاري... اسطورة بحرينية تعود إلى ماقبل 800 سنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات النور الاسلامي :: نور لذاكرة بلاد القديم-
انتقل الى: